التمكين الرقمي للمرأة

التمكين الرقمي للمرأة

منذ بدايات عمل مشروعات التنمية المجتمعية الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فقد كان للمرأة الدور الأبرز والأهم في تحقيق أهداف تنمية المجتمع اقتصاديا واجتماعيا، كأحد دعائم التنمية  التي لن تتحقق إلا من خلال ضمان مشاركة فاعلة للمرأة في كافة أوجه التعلم والعمل.

ونظرا لما تتميز به تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كونها هي الأداة القوية بيد المرأة من أجل المساهمة في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي وكذلك إعطاءها القدرة في عملية اتخاذ القرارات المؤثرة في الحياة؛ فقد سعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات  من خلال استراتيجية واضحة إلى إتاحة الأدوات والتطبيقات التكنولوجية المتصلة بكافة مجالات التنمية، وتمكين السيدات والفتيات في المجتمع منها من خلال برامج للتدريب والتعلم المستمر بشكل يلبي احتياجاتهن ويساعدهن على رفع المهارات.

ومن هنا وتماشيًا مع الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة والتي تؤكد على أهمية تمكين المرأة على كافة المستويات وخاصة في مجالي التعليم والدعم التكنولوجي، فإن مشروعات الإدارة المركزية للتنمية المجتمعية الرقمية تسعى إلي إتاحة أدوات التكنولوجيا والوصول إلى المرأة وتوعيتها بأهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والانترنت في كافة مناحي الحياة، وذلك عن طريق تنمية القدرات والمهارات الشخصية، وصولًا إلى خلق فرص عمل جديدة تتيح حياة أفضل.
وتؤكد الإدارة المركزية للتنمية المجتمعية الرقمية من خلال مبادراتها ومشروعاتها التنموية على ضرورة أن تكون قضايا دمج وتمكين المرأة تكنولوجيَّا جزءا أساسيًا من تنفيذ تلك الأنشطة، والتي بدأت منذ عام 2002، من خلال مشروع نوادي تكنولوجيا المعلومات المتنقلة الذي اهتم بإتاحة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأفراد  وخاصة السيدات في المجتمعات المحلية والريفية، في مجالات محو أمية الحاسب الآلي وتعزيز سبل الوصول إلى الانترنت من خلال تقديم مجموعة من الخدمات التكنولوجية المجانية بما في ذلك التوعية بأهمية تكنولوجيا المعلومات وتيسير الاتصال بشبكة الانترنت للحصول على المعارف سواء في مجال الصحة أو التعلم أو بناء الأسرة.
وفي هذا الإطار تم تجهيز وحدتين متنقلتين لنوادي تكنولوجيا المعلومات من أجل توفير حملات التوعية الصحية والبرامج التدريبية التكنولوجية المتخصصة التي تستهدف المواطنين وخاصة للسيدات في المناطق النائية والأكثر احتياجا..

وفي مرحلة تالية تركزت مشروعات التنمية التكنولوجية المتكاملة في المناطق النائية في كل من (سيوة والنوبة) على تمكين المرأة عن طريق دعم الأنشطة التنموية المتكاملة في القضاء على الأمية الرقمية باستخدام (الطابليوتر)، فضلًا عن استخدام البرامج التدريبية والأدوات التكنولوجية في تشجيع ودعم المشروعات التراثية الصغيرة ومتناهية الصغر التي تختص بها السيدات في المجتمعات النائية مثل (صناعة الكليم والخوص والتطريز وإنتاج الزيوت والتمور) وغيرها.

وأخيرا فقد تبنت مشروعات التنمية المجتمعية الرقمية تشجيع السيدات على استخدام المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في التسويق للمنتجات الحرفية للسيدات في المجتمعات المحلية، والذي تبلور فيما بعد من خلال إطلاق الوزارة في عام 2019 لمبادرة (قدوة.تك) لتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، والتي استهدفت
المساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة المصرية، وتعزيز الإدماج الرقمي للسيدات باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما يتيح استثمار الطاقات الإبداعية وتوفير بيئة تساعد على مزيد من الابتكار والريادة، من خلال برامج تدريبية تكنولوجية لبناء القدرات ومواكبة الاحتياجات والمتغيرات الرقمية، وتحقيق الإدماج الرقمي للسيدات والفتيات وتشجيعهن على الاستفادة القصوى من أدوات وحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ليصبحن قدوات يسترشد بهن باقي أفراد المجتمع.