
التعلم الإلكتروني
تؤمن الإدارة المركزية للتنمية المجتمعية الرقمية بإمكانات أدوات تكنولوجيا المعلومات في سد الفجوة التعليمية الرقمية، وذلك انطلاقًا من خطة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي ترتكز على دور التكنولوجيا في تطوير ودعم كافة عناصر العملية التعليمية، بما يعمل على زيادة القدرات التنافسية للخريجين وتعزيز تكنولوجيات التعلم الإلكتروني.
وتسعى الإدارة من خلال مشروعاتها للتنمية المجتمعية الرقمية إلى تفعيل وتعزيز الاستخدامات المناسبة للتكنولوجيات التعليمية، التي تخدم كافة فئات المجتمع، ومن هنا كان العمل على تأسيس المركز التنافسي للتعلم الإلكتروني (ELCC) The E-Learning Competence Center في عام 2004 من خلال اتفاقية تعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة سيسكو سيستمز العالمية ليكون رائدًا في مجال تطوير المحتوى الإلكتروني وتقديم الدورات التدريبية عبر الإنترنت باستخدام أحدث تقنيات وأساليب التعلم الإلكتروني والمدمج، من خلال اتباع معايير الجودة للتعلم الإلكتروني وتوفير محتوى تدريبي إلكتروني متميز مدعوم بدراسات الحالة، وأفضل الممارسات، لإعداد الكوادر المؤهلة داخل سوق العمل المصري، ودمج أحدث أساليب تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لتطوير عملية التعلم الإلكتروني كونها الأداة الدافعة لعجلة التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية في مصر.
وفي نفس السياق وعلى مدار تاريخ مشروعات التنمية المجتمعية الرقمية والتي بدأت العمل الفعلي على محور التعلم الإلكتروني ومحو الأمية منذ عام 2002 من خلال برنامج محو الأمية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي استخدم أحدث التقنيات التكنولوجية من أجل تحويل المحتوى الخاص بالتعليم الرسمي لفصول محو الأمية الذي تقدمه الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار إلى محتوى تفاعلي، من خلال برنامج تعليمي قائم على الحاسب الآلي لتعليم الأميين المهارات الأساسية للقراءة والكتابة، بحيث يكون دافعاً لهم لاستمرار الاستفادة من عملية التعلم، وخاصة في المناطق الريفية والحضرية والتي امتدت لتشمل كافة فئات المجتمع.
وقد اعتمد فريق العمل على تطويع الاستخدامات الجديدة للتكنولوجيات الموجودة فعلياَ بالمواءمة مع البيئات المحلية، حيث تم ابتكار أداة "الطابليوتر /Tabluter" باستخدام الطاولة الخشبية التقليدية المعروفة في مصر باسم الطبلية.
فكانت الطابليوتر عبارة عن جهاز كمبيوتر مكون من وحدة معالجة مركزية واحدة "CPU" متصلة بطبلية تمتد لخدمة أربعة مستخدمين مستقلين، وذلك في محاولة للتغلب على العادات والتقاليد في المجتمعات التي تقيد خروج المرأة للتعلم أو العمل، حيث استخدم هذا النموذج التكنولوجي كمعمل كمبيوتر متنقل داخل المنازل يتيح التعامل مع الكمبيوتر ومحو الأمية دون المساس بالعادات والتقاليد في هذه المجتمعات.
كذلك فقد قمنا بتطوير سلسلة من الأقراص التعليمية المدمجة المجانية، التي احتوت على المناهج التعليمية التقليدية بشكل إلكتروني، واستهدفت المستخدمين في كل من برنامج محو الأمية، وكذلك الطلاب من المكفوفين وضعاف السمع، من خلال مشروع دعم الطلاب المعاقين سمعيا وبصريا باستخدام تكنولوجيا المعلومات. حيث ساعدت الأقراص المدمجة على نقل وانتشار واستدامة الخدمات التعليمية، ولذلك فهي يتاح استخدامها من قبل أي من منظمات المجتمع المدني، أو نوادي تكنولوجيا المعلومات أو مراكز التدريب أو المدارس، أو مراكز التعلم المجتمعية، بشكل يساعد على تعزيز الوسائل التعليمية الخاصة بهم، كما يمكن استخدامها بشكل فردي في المنزل للمساعدة في القضاء على الأمية لأي مواطن من الناطقين باللغة العربية بما يمكنه من المشاركة في أنشطة التنمية المجتمعية.
كما اهتمت مشروعات التنمية المجتمعية الرقمية بالتواصل الإلكتروني مع الفئات المستهدفة من العملية التعليمية من خلال إنشاء بوابة للتعليم باسم "المعلم المصري" على منصات التنمية المجتمعية "كنانة أونلاين" والتي توفر فرص التعلم عن بعد باستخدام المواد الخاصة بمناهج الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، ويمكن من خلالها تكوين شبكات محلية للقائمين على العملية التعليمية من المدرسين والطلاب والآباء في المجتمعات المختلفة لمناقشة سبل تطوير التعليم باستخدام تكنولوجيا المعلومات.