انتصار صلاح، قدوة. تك
“مبادرة قدوة تك نقطة مضيئة في عالم التسويق الرقمي للحرف اليدوية والتراثية”، انتصار صلاح، مدربة ومؤسسة حملة (قومي يا مصر) لتشجيع أصحاب الحرف اليدوية والحفاظ على الصناعات التراثية، عملت انتصار في البداية كمعلمة ولكن مسئوليات الأسرة والزواج غيرت من توجهاتها لتبدأ فكرة مشروعها المتصلة بالصناعات التراثية من خلال حملة على صفحات موقع الفيسبوك بعنوان (#قومي يا مصر)، كانت تهدف لتوجيه الأنظار نحو الحرف اليدوية وتشجيع المبدعين في المجال للنهوض بها باعتبارها نواة للاقتصاد الوطني، ومن هنا تأسست جمعية قومي يا مصر وضمت العديد من أصحاب الحرف اليدوية، وخاصة السيدات، وتم تنفيذ عدد من المعارض وورش التدريب والإنتاج للجلود والخزف والنحاس وغيرها..
تقول انتصار: (على مدى سنوات عملي كمدربة لدعم أصحاب الحرف اليدوية، ومن واقع الاحتكاك بهذا المجال فقد كنت أعيش التحديات والمشكلات التي تواجه العاملين فيه وخاصة أثناء التسويق لمنتجاتهم، فهي أكثر المراحل صعوبة، فصاحب الصناعة اليدوية يبذل الكثير من الجهد والوقت للخروج بالقطعة الفنية المتميزة، ويعاني في إيجاد الشرائح من العملاء التي تتذوق هذا الجمال وتقيم هذا الجهد)..
تستكمل انتصار: (كان لدي دائما الرغبة في الإطلاع والتجديد ومواكبة الأساليب التسويقية المختلفة، للتغلب على هذه المشكلات، إضافة إلى أني أحب الإفادة من خلال العمل، ولهذه الأسباب الشخصية والمهنية والمجتمعية؛ فقد وجدت في مبادرة (قدوة- تك) عدة فرص لتحقيق تطور إيجابي في عملي وترك أثر جيد بين صانعي التراث أعضاء الجمعية).
تضيف انتصار (التحقت ببرنامج التدريب على التسويق الرقمي باستخدام منصات التواصل الاجتماعي الذي قدمته لنا مبادرة قدوة تك، والحقيقة أنه ساعدني كثيرا في تحقيق أحد أهداف الجمعية وهو إيجاد العميل المتذوق للحرفة التراثية والذي يقدر قيمتها، وبالتالي إنعاش سوق الصناعات اليدوية).
كان الانضمام لمبادرة قدوة تك يمثل بداية مختلفة لصاحبات الحرف اليدوية في عالم التسويق الرقمي عبر شبكة الانترنت، وعن ذلك تقول انتصار:
(هذا البرنامج التدريبي الذي قدمته لنا مبادرة (قدوة -تك) تميز بأنه جمع بين أكثر من وسيلة لاحتراف العمل الحرفي فقد قدم لنا الجانب النظري لفهم الأسس العلمية والأكاديمية لعملية التسويق وأنماط الجمهور المستهدف من العملاء وما يؤثر على توسيع نطاق السوق المحلي للمنتج اليدوي، وكذلك أتاح لنا التدريب تطوير المهارات والقدرات من خلال التعرف على التقنيات الحديثة المؤثرة في مجال التسويق الرقمي وعالم السوشيال ميديا، كما أنه أعطانا الفرصة للممارسة الفعلية للتسويق من خلال صفحات المشروعات الخاصة بنا، و أتبع ذلك بالتقييم وتوضيح جوانب القوة والضعف في تطبيق ما تعملناه من خلال عدد متنوع من المحاضرات التوجيهية من المبادرة، والتي تضمنت تقديم الدعم والمشورة لإدارة صفحات التسويق على منصات التواصل الاجتماعي بشكل احترافي، وهو ما جعل من عملية التدريب عملية متكاملة وممتعة).
وتشير انتصار إلى أن هناك احتياج دائم لدعم أصحاب الحرف اليدوية من السيدات وتشجيعهن، وهو ما تحرص عليه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال مبادراتها المتميزة التي تتوجه للجميع، وخاصة هذه المبادرة المتخصصة للسيدات (قدوة- تك) والتي حققت مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، خاصة وأن المرأة تمثل شريحة كبيرة من العاملين في مجال الحرف اليدوية.
وتضيف انتصار: (بعد انتشار جائحة كورونا وخلال هذه المرحلة الصعبة لمسنا اهتماما ودعما واستجابة سريعة من جانب المبادرة منذ اليوم الأول لتفشي الجائحة، فتحولت التدريبات إلى الأونلاين والتعلم عن بعد، وهو ما ساهم في الحفاظ على سلامتنا، وأتاح تلبية احتياجاتنا المتعلقة بالتواجد بقوة في سوق العمل من خلال شبكة الانترنت وخاصة في هذه الظروف الصعبة، ومثل ذلك مساعدة كبيرة لنا في تعجيل التعافي من آثار الجائحة).
لم تقف انتصار عند هذا الحد؛ بل بدأت التحول نحو دورها (كقدوة فاعلة) للأخريات من خلال نقل التجربة بكل ملامحها إلى رائدات الأعمال من صاحبات الحرف اليدوية والمتابعات لها من خلال مؤسستها، فقدمت مقاطع فيديو تعليمية بالمحتوى الذي حصلت عليه في التدريب، والتي تتناول كيفية استثمار المهارات في صناعة الحرف اليدوية، وتطوير أساليب التعامل مع العملاء، والاستفادة من إمكانيات منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة للتسويق، من أجل بداية جديدة في عالم البيع والشراء عبر شبكة الانترنت.
وتؤكد انتصار أن (قدوة تك) قدمت لهن كل أوجه الدعم الفنى والتكنولوجي وووجهت الكثيرات للبحث عن القيمة المضافة في عملهن الحرفي لتطوير الأداء وجذب المزيد من الفرص التي تعود في النهاية بالشكل الإيجابي على زيادة المبيعات لهذه المشروعات ورفع مستوى الدخل.