
الصحة الرقمية
تحقيقًا لاستراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دعم جهود التنمية المستدامة بمشاركة كافة مؤسسات الدولة والمجتمع المدني جنبا إلى جنب مع المؤسسات الحكومية، حيث تعمل الوزارة على تحقيق استراتيجية تهدف إلى دعم جهود التنمية المستدامة في كافة القطاعات وخاصة القطاع الصحي بمشاركة كافة مؤسسات الدولة والمجتمع المدني جنباً إلى جنب مع المؤسسات الحكومية، وذلك انطلاقاً من الأبعاد الاستراتيجية لرؤية مصر 2030، فيما يخص محور الصحة كأحد الأبعاد الاجتماعية التي وضعت لتحسين الرعاية الصحية كأولوية وطنية.
وبالنظر إلى الدور الفعال الذي تقوم به تكنولوجيا المعلومات في تطوير البنية التحتية للخدمات الصحية؛ فقد بدأت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مبكرا في السعي نحو تحقيق التحول الرقمي في القطاع الصحي بالعمل في مجال التشخيص عن بعد والذي يهدف إلى تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية للمواطنين باستخدام الحلول التكنولوجية، وزيادة فرص الحصول على الخدمات الصحية في المناطق النائية والأكثر احتياجا.
ويمتد تاريخ التطبيق الفعلي لهذه التكنولوجيا الرائدة منذ عام 2009، من خلال مشروع التنمية التكنولوجية المتكاملة بواحة سيوة، والذي كان الهدف منه في ذلك الوقت تحسين الوضع الصحي للأطفال في واحة سيوة، وتطورت الخدمات الصحية في مشروع التنمية التكنولوجية المتكاملة بمنطقة النوبة بأسوان في عام 2013، في ضوء النجاح الذي تحقق في المرحلة الأولى بتكرار النموذج مع تطويره تكنولوجيا، بما يحقق حلول طبية سريعة للتشخيص عن بعد لمستخدمي النظام من المرضى والأطباء، حيث نجح النموذج بالشراكة مع عدد من الجهات المعنية في مجال الصحة، على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي في الخروج بالنموذج الجديد القائم على استخدام تقنيات الحلول السحابية للتشخيص عن بعد اعتمادا على مركز المعلومات الذي تم إنشاؤه في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من أجل خدمة المشروع.
ومع النجاح المتتالي للمشروع؛ فقد تم الإعلان عن المبادرة الرئاسية للتشخيص عن بعد في 2020، بهدف تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية للمواطنين باستخدام الحلول التكنولوجية، وزيادة فرص الحصول على الخدمات الصحية في كافة محافظات مصر وخاصة المناطق النائية والأكثر احتياجًا.
وفي هذا الإطار تعمل المبادرة الرئاسية من خلال عدة محاور تستهدف كل من المواطن والطبيب والبنية التحتية الصحية، فمن حيث المواطنين تستهدف تحسين خدمات الرعاية الصحية والوصول بها إلى كافة الأفراد في كافة محافظات مصر، إضافة إلى خفض التكاليف المادية الباهظة للخدمات الصحية وتوفير الوقت وجهد السفر ومشقة الانتقال لمسافات طويلة.
كما أن التشخيص عن بعد يعمل على إتاحة الفرصة للأطباء في المحافظات النائية لتحسين الأداء وتبادل الخبرات من خلال عملية تعليمية مستمرة،
وبالنسبة للبنية التحتية للخدمات الصحية فإن التشخيص عن بعد يسعى لتعزيز الحلول التكنولوجية الطبية بإنشاء وحدات صحية مختلفة للتشخيص عن بعد في المنشآت الصحية الصغيرة محافظات مصر، وكذلك إنشاء قواعد بيانات الكترونية للسجلات والتقارير الطبية بما يساعد على تحسين كفاءة إدارة موارد القطاع الصحي بشريا وتكنولوجيا.